المشاركات

شمسُ العمر، ساطعة ...

  انطوى هذا العام.. ولا أعرف لم أستخدم كلمة انطوى بالتحديد.. لكني أشعر أني خرجتُ منه وخرج مني كصفحة توسطت كتابًا ما، أحببتها وأعطتني شعورًا غامرًا رغم أني قرأتها مرةً واحدة لكنها كانت كافية لأن أحتفظ بها في قلبي ولا أعود إليها.. تنطوي صفحة هذا العام ولا أريد أن أذكر ما أنجزت وما أخرت فيها، سأكتفي بوضع علامة بيضاء تذكرني دائمًا بأني كنتُ سعيدة وكل يوم فيه أصبحتُ راضية.. أمسكتُ بلحظاتي السعيدة واحتفظتُ بها في قلبي في هذا العام 2021 أكملتُ عامي السابع والعشرين، أجل سبعةً وعشرين عامًا، أحيانًا تبدو كبيرة وأحيانًا لا أراها سوى لحظات ركضت داخلي، لكني شعرتُ بها، حتى وإن ركضت فقد تعالت ضربات قلبي معها ليكبر قلبي مع كل ضربة فتستقر نفسي وتهدأ.. الآن أشعرُ أني أعرف النضج، كيف يكون وماذا يعني.. في هذا العام تخلّصت من حالة وسواس قهري كنتُ أعاني منها منذ عشرة أعوام، بدأت وأنا في عامي الأخير في الثانوية، واستمرت طوال عشرة أعوام، لن أخوض في تفاصيلها لكني عانيتُ منها وأصابتني بالأرق مراتٍ عديدة ولم أواجها أبدًا، هربتُ منها دائمًا وكأنها حالة طبيعية عاشت معي منذ طفولتي، في لحظة ما وأنا أعاني قل

فوضى الأفكار..

صورة
  كنتُ جالسة في فناء منزلنا وقدت تجاوزت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، جلستُ بشكل غريزي أرتشفُ قهوتي اللذيذة -التي حُرمت منها لمدة أسبوع لأسباب ليس من المهم ذكرها- كنتُ قد فكّرت قبل جلوسي بأني لن أفعل شيئًا فقط أنا وقهوتي، حتى لن أفكر، لكن السماء كانت تلمع بشكلٍ آسر! كان البرق يُزيّنها وأُخذت به ولم أستفق من دهشتي إلا والمطر ينقر على رأسي حينها شعرتُ بأني لا أملك شيئًا سوى هذه اللحظة، شعرتُ كذلك بتلك الطريقة وكأنني أملكُ كل شيء.. كان شعورًا لذيذًا لا أعرف كيف أصفه لكني شعرتُ به في أعمق نقطةٍ في قلبي. بدأ لساني يتلو دعواتٍ لم تكن في رأسي لكنها دائًما خالجت قلبي، وشعرتُ بالله قريبًا مني وكأني أنظرُ إليه في قطرات المطر، وفي التماع البرق، كان قلبي يعرفُ هذا فبثّ نجواه. شعرتُ بتلك اللحظة وكأنها حالة انتزعتني من مكاني ووضعتني في موضعٍ آخر لسبب ما، عرفتُ السبب عندما طرأت لي فكرة هربتُ منها طويلًا! شعرتُ وكأني أنظر إليها، وكأني ألمسها وآخذها من مكانٍ لا أعرفه وأضعها في مكانٍ أعرفه، وتتناثر منها قطع كثيرة، فآخذها وأرتبها، وأبعثرها وأعيد ترتيبها، أعدتُ الكرّة مئة مرة حتى شعرتُ باللوحة تكتمل، مت

سبعة وعشرون ربيعًا ...

  سبعة وعشرون ربيعًا ...   سبعة وعشرون ربيعًا وأقول ربيعًا وأنا فتاة الربيع، فتاة الورد وهذا العام أنا فتاة السبع والعشرين وردة.. سبعة وعشرون عامًا لا أطفئ شموعها، بل أشعلها، ولا أتمنى لكني أحمد الله؛ على هذه الأعوام، على كل النِعم التي رفلتُ فيها طوال هذا العمر، وأدعو أن يغمرني بلُطفه فأستحق مزيدًا من النِعم.. سبعة وعشرون عامًا، هل أقول أنها مضت وانقضت؟ أم أقول أنها تمّت واكتملت؟ لم يخيفني تقدم العمر يومًا، طالما رأيت عيد ميلادي احتفالي الخالص والخاص جدًا بنفسي، لا أعني ما أنجزت، أعني مدى محبتي لذاتي، تقديري لنفسي ومدى ما أشعر به من امتنان نحو نفسي لأني أعيش بشكلٍ جيد.. تمضي السنوات وأشعر أني أمد جذوري في الأرض أكثر، أكبر ويكبر قلبي، أكبر وأدرك كم أن هذا الكون أكبر، وأكاد من فرط الحبور أطير.. هل كل عام وأنا بخير؟ يا رب، الخير في كل شيء في حياتي، لا أريد أن أكون بلا خير، وتنقطع بركة ربي عني، أدعو أن يحيطني الله ببركته، يبارك لي في هذا العمر الذي لا أعرف نهايته لكني أرجو أن أستمر حتى بعد نهايته، أدعو أن أكون بركةً لمن حولي، أكون أحدًا خيرًا في حياة كل من أحب، وحتى من لا أحب، أرجوك يا ال

البيازين... قلبي ثقيل

صورة
البيازين – غرناطة   " رأيتُ على الجسرِ أندلسَ الحب والحاسة السادسة، على دمعةٍ يائسة، يحطُ الحمام يطير الحمام "  *محمود درويش   منذُ ثلاثة أيام ما انفكيتُ أبحثُ وأقرأ عن غرناطة والبيازين تحديدًا، ذاك الحي الأندلسي العريق القابع شمال شرقي غرناطة مُطلًا عليها قصر الحمراء بكل شموخه. أتأمل صور البيازين بأزقتها الضيقة المرصوفة، القرميد الذي يغطي أسطح منازلها البيضاء الزاهية، كدرائية سان سيلفادور أو جامع البيازين قبل السقوط والتنصير، أتخيل هذا منزل أبو جعفر الورّاق وهنا وُلد حسن وسليمة والأحفاد الستة، هنا عاش سعد مع سليمة بعد الزواج، هنا حكى نعيم لأم جعفر حكاياتٍ لا تفهمها وهنا ماتت أم جعفر ونعيم، وفي هذا الزقاق مارًا بالكدرائية لعب علي طفلًا وسار إلى عمله رجلًا، وفي أي جهة كان السوق الذي باعت فيه مريمة الكعك؟ أقيس طول الطريق من غرناطة إلى قرطبة وأتنهد لن تحتمل مريمة هذا الطريق الطويل ستموت هذه العجوز وبعد صفحتين فعلًا يصيح علي "ماتت جدتي".       هل عاد علي إلى غرناطة عندما هرب من الشاطئ أم مات في الطريق؟ واندثر تاريخ عائلة الورّاق! آلمني كيف عاش علي، انفطر قلبي على حياته

2020.. تناثرت الأوراق المتساقط

صورة
  أن الحديث عن  2020  يحتاج وقوفًا طويلًا، لن تستطيع أن تجد كلمة تليق بوصف هذا العام المليء ضجّ بالسكون حتى ضقنا به لكن شيء ما بداخلي يحب التاريخ جدًا يشعر بشيءٍ من الرضا -ربما- لأنه عايش عامًا كهذا لا أعني أني سعيدة بهذا العالم أو يسرني ما حدث فيه، على الإطلاق! لكن أقدار الله سارية وهذا القدر المختلف يعجبني أني عايشته، ليس أنني سمعتُ عنه أو قرأته. بدايةً الحمدلله على قضائه وقدره، معاذ الله أن نكون قانطين، يائسين ونسأله أن يكون صبرنا على انقلاب حيواتنا في ميزان حسانتنا. ولا أعرف ربما لا يكون وصف انقلاب لائقًا، لكن حياتنا ما قبل هذا العام لا تشبه أبدًا ما بعده، قد نحاول لكننا فقط نحاول. لكني قد أعنون هذا العام بـ "أن كثيرًا مما اعتبرناه ضروريات حياتنا تعلمنا هذا العام أنه ترف بحت"، تغيّر علينا الكثير، وفقدنا الكثير، واستغنينا عن الكثير ولم تكن الحياة قاتلة ولا بائسة. وأعتقد أن أبرز ما علمتنا إياه كورونا كيفية إدارة حياتنا على نحو مختلف، وأظن أنه أصبح لدينا وعي مختلف بذواتنا، انعدم الخيارات وحصرنا بذات الإطار جعلنا نجرب أشياء لم نفكر ربما قبلًا في تجربتها، كل هذه التجارب الجدي

البداية

ستمر هنا الكثير من الأحلام ....